السبت، 7 مارس 2015

قصة من الواقع... سقط شعرها واستعادته

المصدر:
  • دبي: عمر حرزالله
   



           
تتحدث لورا زينغر عن تجربتها الشخصية عندما بدأ شعرها يتساقط مبكراً وأصبحت صلعاء تماماً في العشرينات من عمرها، وكيف تعاملت مع ردود فعل الناس تجاهها، وجاهدت حتى استطاعت علاج هذه المشكلة.
كان جدي هو أول من أشار إلى صلعي الذي لم ألاحظه في البداية، وعلى النقيض من معظم النساء اللواتي يبدأن بملاحظة فقدان شعرهن من خلال وجود كميات لا بأس بها من الشعر فوق الوسادة عندما يستيقظن، أو عندما تسد كمية من الشعر مجرى مصرف الحمام أثناء أخذ دوش. ويتساقط الشعر بسرعة أكبر من أن يتم استبداله. ولم ألاحظ أنني بدأت أصبح صلعاء إلا بعد أن مارست لعبة الوقوف على اليدين. فقد لاحظ جدي وجود بقعة صلعاء وأدرك أن هذه بداية علامات الثعلبة، وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية قد يسبب ظهور بقع صلعاء في الرأس أو الإصابة بصلع كامل، بما في ذلك تساقط الرموش والحاجبين.
جين معتل وراء الإصابة
لابد أنني ورثت جيناً معتلاً يسبب هذا المرض عن جدي الذي أصيب به قبلي. وظهرت أولى بقع الصلع على رأسي في سن التاسعة، وشخصت بالإصابة بالثعلبة وقتئذٍ، وكان صلعي مقتصراً على بعض البقع الصلعاء، وقد وصف الطبيب لي كريم الأستيرويد لعلاجه، وبالفعل اختفت هذه البقع، ولم تظهر مجدداً إلا في منتصف العشرينات من عمري.

صلعاء في السادسة والعشرين
شعرت بالقلق عندما بدأت بقعة جديدة بالظهور مجدداً، وفكرت في البداية بأنني يمكن أن أتخلص من هذه المشكلة بفرك البقعة المصابة بالصلع ببعض الستيرويد كما حدث في صغري، وستتلاشى. ولكن في هذه المرة ازداد حجمها بدلاً من أن تختفي، ثم ظهرت بقعة ثانية وثالثة وانتشرت البقع في كل رأسي بحيث لم أعد أستطع تغطيتها بالشعر. وفي غضون ستة أشهر فقط، تحول رأسي المغطى بالشعر تماماً إلى رأس أصلع بالكامل.

وساوس مرضية
عندما يصبح المرء أصلع فجأة في منتصف العشرينات من عمره، فإنه يصاب بالذعر. ولم يقتصر الأمر على فقداني السيطرة على فقدان شعري، بل اعتقدت أنني مصابة بمرض خطير. وقد أكد لي الطبيب أنني غير مريضة، وكل ما في الأمر أن البقع الصلعاء غطت رأسي بالكامل. وبقدر علمي فإن حدوث ذلك يعتبر تحول نوع من الثعلبة إلى نوع آخر أكثر ندرة. ونظراً إلى أن جدي عاش نصف عمره من دون شعر، اعتقدت أنني سأظل مثله صلعاء بقية حياتي.

تقبل الصلع عندما أخبرني الطبيب أن خياري الوحيد هو تلقي حقن ستيرويد مؤلمة في رأسي بصورة منتظمة، اتخذت قراراً جريئاً، صحيح أن فقدان شعري أمر محزن لكنه لا يسبب لي دماراً كاملاً، فالثعلبة لا تعرض المريض للموت، وأنا أصبحت صلعاء فحسب، ولكن لماذا يتفاعل الناس معي على هذه الشاكلة وكأني أحتضر، وينظرون إلي وكأنهم خائفون أن تصيبهم العدوى مني، وهذا أمر يسبب إزعاجاً كبيراً لي. وهكذا بعد أن فقدت شعري بدأت أضع الباروكات على رأسي، وتخيلت أنني سأستمتع بها.
شعر بلون مختلف
في البداية اشتريت باروكة شعر طبيعي، وظهر أن هذا القرار مثير للإزعاج بالنسبة لي. فثمنها 1200 دولار، وهي ثقيلة على رأسي وتشعرني بالحر الشديد، خاصة في المنطقة التي أقيم بها في شيكاغو التي تمتاز بالحر والرطوبة المرتفعة. وعلاوة على ذلك يتعين علي أن أغسلها يومياً، وهي تتفاعل مع الرطوبة. فتخلصت منها واشتريت مجموعة من الباروكات البلاستيكية ويتراوح ثمن الواحدة منها بين 40 و50 دولاراً، ولاحظت أنها أريح بكثير. وكنت أبدو شقراء في يوم وسمراء في يوم آخر، وبشعر وردي في يوم ثالث.

اختيار الباروكات
أكثر ما أثار اهتمامي بشأن وضع باروكات الشعر هي ملاحظتي كيف أن الناس يعاملونني بصورة مختلفة بحسب لون شعري. وكنت أتعرض للانتقاد الشديد والتعليقات الجارحة عندما يكون الشعر طويلاً. ووصلت الأمور إلى درجة أصبحت لا أضع فيها باروكة شقراء عندما أذهب إلى مكان يوجد فيه رجال كثيرون. وقد أعرت هذه الباروكة الطويلة لابنة عمي ذات يوم، فأطل رجل رأسه من نافذة السيارة ووصفها بعبارات جارحة. ووضعت في يوم آخر باروكة بيضاء الشعر وقصيرة، ما عرضني لانتقادات أكثر، فأدركت أن الباروكة هي السبب، وأنها ربما يتم ارتداؤها من قبل الراقصات الاستعراضيات في الملاهي الليلية. وحتى النساء كن يعاملنني ببرود شديد عندما أكون شقراء، وشيء مثير للاهتمام رؤية ردود الفعل المختلفة على لون الشعر وطوله، لكن الأمر أثار حزني أيضاً، فالنساء تتم معاملتهن بصورة مختلفة تماماً بحسب مظهرهن.

الشعر والصحة
كنت ذات يوم ألقي درساً في رياضة اليوغا عندما سألتني امرأة عن سبب فقداني لشعري، وعندما أبلغتها السبب نصحتني بزيارة المعالج الطبيعي الذي تتردد عليه، ولم أكن مهتمة بالطب البديل، لكني كنت مستعدة أن أجرب أي شيء يعيد لي شعري، ولم لا فأنا لن أخسر أكثر مما خسرت.

وعندما زرته، أبلغني أن سبب تساقط شعري يعود لمعاناتي من سوء تغذية شديد، ووصف لي برنامج تغذية لتقوية الدم، ما أرغمني على طهو طعامي بنفسي، ففقدت 25 رطلاً في غضون عام واحد. وإثر مراجعتي له بعد مرور 3 سنوات، كان شعري قد بدأ بالنمو مجدداً حتى وصل إلى أذني، ولكنه عاد ليتساقط من جديد. لذا بدأت أحلق شعري بالموسي بدلاً من تخفيفه كما كنت أفعل سابقاً مع بقاء مجموعة من البقع الصلعاء فيه. وكنت أشعر باليأس من عودته للنمو مجدداً، ولكني فوجئت بنموه بصورة كاملة ودون توقف مع بلوغي سن الحادية والثلاثين ولم يعد يتساقط.
محفزات الثعلبة
أنا مدينة للثعلبة برغم مساوئها، فهي قد جعلتني أعتني بصحتي بصورة أكبر بعد أن عاد شعري للنمو بالكامل باستثناء أحد حاجبي. وبدأت أمارس تمارين اليوغا بانتظام لمكافحة التوتر. وجعلني هذا المرض آكل بصورة أفضل وأغير من نمط حياتي. أعتقد أن سوء التغذية والتوتر هما أكبر المحفزات للإصابة بالثعلبة، فقد تفاقمت لدي هذه الحالة عندما انفصل والداي عن بعضهما. ولدي صديقة لديها جين الثعلبة، لكن شعرها لم يتساقط مثلي. كما عانيت من الغدة الدرقية منذ طفولتي وأعتقد أن لها علاقة بالثعلبة وأنصح كل النساء اللواتي يعانين من تساقط الشعر بفحص الغدة الدرقية لديهن فلربما كانت هي السبب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق